Maurice Denis (1870-1943) French
في غاليري بايلي، حيث تتمحور رؤيتنا التنظيمية حول تقديم أصوات الفن الحديث الأكثر تأثيرًا، نفخر بتسليط الضوء على موريس ديني — الرسام، الكاتب والمفكر الذي ساهم في تشكيل الأسس الفلسفية والجمالية للرسم في القرن العشرين. كعضو أساسي في جماعة "النابي" وفنان ذو حس روحي عميق، ربط ديني بين الرمزية وما بعد الانطباعية والحداثة المبكرة بتناسق مذهل، وشاعرية رقيقة، وعمق فكري كبير.
وُلد في غرنفيل، نورماندي، عام 1870، وكان نابغة في التعبير البصري واللفظي. درس في أكاديمية جوليان ومدرسة الفنون الجميلة، لكنه سرعان ما ابتعد عن الطرق الأكاديمية التقليدية. في عام 1888، بالتعاون مع معاصريه مثل بيير بونار، إدوار فويار، وبول سيروزييه، أسس جماعة "النابي" — وهي مجموعة جريئة من الرسامين الشباب المستلهمين من غوغان والطباعة اليابانية، الذين سعوا إلى كسر قواعد الواقعية لصالح التعبير الزخرفي، الرمزي، والروحي.
تصريح ديني الشهير عام 1890: «تذكّر أن اللوحة — قبل أن تكون حصان حرب، أو امرأة عارية، أو قصة — هي في الأساس سطح مسطح مغطى بألوان مرتبة بطريقة معينة» أصبح حجر الزاوية في نظرية الفن الحديث. هذا التصريح تنبأ بالتجريد والوضوح المفاهيمي اللذين سيحددان الحركات الفنية في القرن العشرين، من التكعيبية إلى الحد الأدنى.
ومع ذلك، بقي فنه إنسانيًا وروحيًا بعمق. استكشف ديني المواضيع الدينية، والاستعارات الأسطورية، ومشاهد الحنان الأمومي والمنزلي بدفء وتوازن وسكينة. تكويناته مشبعة بإيقاع زخرفي رقيق، ولوحته اللونية — من الأوكر، والأخضر الناعم، والأحمر الخافت — تنقل حميمية عاطفية ورقيًا خالدًا.
كما كان ديني ماهرًا في الجداريات والمشاريع الزخرفية الكبيرة، حيث أنجز لوحات جدارية للكنائس والمسارح والكنائس الخاصة في جميع أنحاء فرنسا. ككاثوليكي متدين، أعاد تصور الفن المقدس للعصر الحديث، جامعًا بين التقليد الطقسي والأسلوب ما بعد الانطباعي. لم تتعارض التزاماته الروحية مع مبادئ الحداثة لديه، بل أغنتها، مما منح أعماله إحساسًا نادرًا بالغاية والسمو.
على مدار حياته المهنية، عرض ديني أعماله على نطاق واسع، وأصبح منظّرًا محترمًا، ومدرسًا، ومدافعًا عن المتاحف. توجد أعماله في مؤسسات كبرى مثل متحف أورسيه، مركز بومبيدو، والبتيت باليه، فضلاً عن العديد من المتاحف الإقليمية والمجموعات الخاصة.
في غاليري بايلي، حيث نكرّم الفنانين الذين أعادوا تعريف لغة الفن الحديث، يبرز موريس ديني كونه رائدًا وفيلسوفًا. تقدم لوحاته للجامعين توليفة استثنائية من الابتكار الجمالي والعمق الروحي — تذكيرًا بأن الحداثة، في أعمق معانيها، يمكن أن تكون وسيلة لنقل النعمة، والوضوح، والمعنى الشخصي العميق.