Achille Laugé (1861-1944) French
يُعد أشيل لوجيه أحد أساتذة ما بعد الانطباعية الهادئين في فرنسا — رسّام كرّس فنه للضوء، والتناغم، وإيقاعات العالم الطبيعي، فكان في قلب الابتكار الفني الحديث، مع احتفاظه بمسافة من الحركات المضطربة التي عاصرها. وُلد في بلدة أَرْزَنس، في منطقة الأوكيتاني المشمسة، وقد طوّر رؤيته المتوهجة من خلال تأمل ريفه المحيط، لا من خلال أروقة الصالونات الباريسية.
بعد دراسته في مدرسة الفنون الجميلة في تولوز، ثم في باريس حيث كوّن صداقة وثيقة مع النحات أريستيد مايول، عاد لوجيه إلى الجنوب ليسلك مسارًا فنيًا أكثر خصوصية. في بداياته، اعتمد تقنية التنقيط (البوينتيليسم) متأثرًا بنظريات الألوان لدى سورا وسينياك، لكنه لم يتبعها بأسلوب عقائدي. بل استخدمها كأداة لاستحضار الجو والصفاء، فبنى سطوحًا مشعة من خلال التوزيع الدقيق للضوء واللون.
ومع مرور الوقت، تطور أسلوبه نحو تقسيم لوني أكثر مرونة، تميّز بلمسات فرشاة ناعمة ولوحة ألوان رقيقة، تلتقط تغيرات الضوء فوق الطبيعة الصامتة، والوجوه، والمناظر الطبيعية المشرقة. تتسم تركيباته بهدوء تأملي وتوازن شكلي، ما يكشف عن فنان منسجم بعمق مع محيطه ومع الهندسة الطبيعية من حوله.
وعلى الرغم من أنه بقي إلى حدّ كبير خارج دائرة الضوء في حياته، فقد حظيت أعمال لوجيه لاحقًا بتقدير خاص لأصالتها الهادئة وبراعتها التقنية. وتُعرض اليوم لوحاته في مؤسسات مرموقة مثل متحف أورسيه، وقصر بيتي، ومتحف أوغستين في تولوز.
في غاليري بايي، ينسجم فن لوجيه مع فلسفة المعرض التي تحتفي بالفنانين الذين تتجلّى عظمتهم في الرقيّ والرؤية، لا في الإثارة. لوحاته، المتألقة بهدوء، تلامس ذوق المقتنين المتعمقين في تقدير التفاصيل، والضوء، والحوار الدائم بين الرصد والتجريد. ويظل إرث لوجيه شاهدًا على كيف يمكن للصمت، عندما يُعبَّر عنه من خلال اللون والشكل، أن ينطق بأبلغ المعاني.